للاجئون بين مخاطر الطريق والبحث عن وطن آمن Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: لاجئون يحاولون عبور نفق بحر المانش بين فرنسا وبريطانياأضطر البعض أن يترك الوطن خلفه ويبحث عن وطن آخر. وأضطر البعض الآخر أنيعبر الجبال والبحار ليصل إلى وطن لا يهين كرامته كانسان، حتى وان أصبحوضعه القانوني الرسمي لاجئ. غير أن البعض ولد، دون إرادته، لاجئاً في وطنه. يغادرالكثيرون أوطانهم طواعية باحثين عن حياة جديدة في مكان آخر غير الذييقيمون فيه. وهذا أمر طبيعي تسيره فطرة الإنسان الذي يرغب في تحسين أوضاعهبالبحث عن الأفضل سعيا منه للوصول إلى غايته المنشودة. وهذا ما يطلق عليهبالهجرة من مكان إلى آخر. إلا أن الكثيرين يغادرون أوطانهم بالقوة، مكرهينعلى ترك الديار والأهل والوطن بحثاً عن الأمان والطمأنينة المنشودة في بلدآخر، أو ربما هرباً من خطر محدق بهم يدفعهم إلى اللجوء لمكان ما طلباًللحماية. أو ربما يضطرون إلى اللجوء من داخل اوطانهم. ويخوض البعض منهمحرباً ضد قوانين الطبيعة وحتى ضد أنفسهم لغرض بلوغ الهدف المرجو. ولعلالبعض ينهار تحت الضغوط أو يفقد حياته ثمناً لمغامرة كان عليه خوضها.
طريق ملفوف بالمخاطرBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: ليس طريق الهروب الى وطن جديد معبداً دائماًتواجهاللاجئ تحديات كبيرة منذ اللحظة الأولى لاتخاذ قرار الهروب من الوطنمتجهاً إلى هدفه. وأولى هذه التحديات هو الطريق الذي يجب عليه سلوكهللوصول إلى الوطن الجديد الذي يمنحه الأمان. فهناك من يعبر البحاروالمحيطات مواجهاً خطر الغرق والنسيان في أعماقها. وهناك من يجتاز الغاباتالكثيفة، مثل تلك التي تمتد في شرق أوربا. معرضاً نفسه لخطر الضياع فيهاأو ربما القتل من قبل المهربين وعصابات المافيا، ليدفن تحت شجرة ما ويبقىقبراً لمهاجر مجهول الاسم في تلك الغابة الباردة. كما يصف ذلك احمد منالعراق، الذي اضطر إلى عبور آلاف الكيلومترات مستخدماً كل وسائل النقلالممكنة، وأحياناً اضطر لعبور الحدود من بلد إلى آخر مشياً على الأقداملمئات الكيلومترات، وقول احمد :" عبرنا من تركيا إلى اليونان عن طريقمهربين مختصين، دفعنا لهم أجرة العبور وكانت 500 دولار. انتقلت بعدها إلىالعاصمة أثينا، حاولت بلوغ ايطاليا عن طريق البحر إلا أن الأمر كان غيرممكن. مما دفعتني الظروف إلى العبور عن طريق مهرب أيضا إلى ألبانيا ومن ثمإلى يوغسلافيا سابقة".فأحمد الذي يقول إنه ما دفعه إلى عبور البحار والغابات كان سببه " ظلم النظام العراقي السابق و القمع الذي كان يمارسه ."ويكمل احمد قصته التي تنتابه رغبة شديدة بنسيانها من شدة معاناة الطريقوحتى وصوله إلى ألمانيا والتي استغرقت عامين بالقول:" لم نكن نشعر بالحياةهناك، كان على المرء أن يخضع إلى سلطة النظام، وإذا ما رفض ذلك، فان مصيرهومصير أهله هو النهاية". ويعيش احمد منذ أكثر من عشرة أعوام في ألمانيا،وهو الآن متزوج ولديه طفل رضيع، يخاطبه مازحاً بين الحين والآخر قائلاً :"لا تدري كم عانيت حتى وصلت إلى هنا، أما أنت فانك تفتحت عيناك تحت ظلالأمان من دون مشقة تذكر".
لاجئون بالولادة Bildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: طفلة في مخيمات الاجئين الفلسطينيين. التي اصبحت مدناًوليستكل قصة لجوء تنتهي بنهاية سعيدة، فهناك الكثير ممن ضاقت بهم الأرض لتضطرهمالظروف أن يكونوا لاجئين في داخل أوطانهم، كما هو الحال في إقليم دارفورفي السودان، أو الكثير من العراقيين الذين دفعتهم أحداث ما بعد 2003 إلىترك ديارهم نتيجة الحرب الأهلية غير المعلنة. ولعل اللاجئين الفلسطينيينهم خير مثال على كل أنواع اللجوء، فالكثير منهم انتشروا في كل بقاع الأرض.ومنهم من لجأ إلى البلدان المجاورة ومنهم من اضطر إلى اللجوء داخل الأراضيالفلسطينية، كما هو حال لاجئي مخيم جباليا في قطاع غزة. إذ يقول الصحافيالفلسطيني سامي أبو سالم الذي ولد لاجئاً لينضم إلى قائمة من يسمون بلاجئالجيل الثاني من الفلسطينيين :"أنا لاجئ في وطني، أنا لا شعر أني في وطني،فانا لا اسكن ارضي ولا وبيتي. اشعر أن هناك امتهان لكرامتي، أن اضطر للعيشخارجي ارضي وبيت، أنا لا أعيش في المكان الذي أريد، بل في مخيم جباليارغماً عن انفي. واحمل بطاقة لاجئ رغم أني في غزة ومسجل في الاونروا".
ويحاولسامي، المولود لاجئا،ً تعريف نفسه كلاجئ بالقول:" اللاجئ من يعيش في مكانمخصص له رغماً عن انفه وبعيداً عن بيته". أما اغرب ما يكون حسب تعبيرهفهو التطور الخطير، حين يتغير المكان وتتغير الأشكال ولكن المضمون يبقىنفسه، إذ يضيف:" لقد أصبحت الخيمة بيتاً والمخيمات مدناً عامرة، إلا أننامازلنا جميعاً لاجئين".
العراقيون والأفغان في قمة عدد طالبي اللجوءBildunterschrift: Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: تعتبر المانيا خامس دولة في العالم من حيث استقبال طالبي اللجوء من كل الجنسيات وبخاصة العراقيين والافغانوحسبآخر إحصائيات منظمة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين فان هناك ما يقارب 42مليون لاجئ حول العالم، وتشير أيضا إلى أن هناك ما يقارب الأربعمائة ألفطلب لجوء جديد، حسب إحصائيات عام 2009. وتتوزع معظم طلبات اللجوء بين شطريالمحيط الأطلسي، حيث احتلت الولايات المتحدة الأميركية المرتبة الأولى فيعدد طلبات اللجوء، لتليها فرنسا ثم كندا والمملكة المتحدة. أما المرتبةالخامسة فتحتلها ألمانيا، حيث وصلت طلبات اللجوء المقدمة لألمانيا في عام2009، إلى 27.600 طلب لجوء. ويبدو أن حوالي نصف عدد طلبات اللجوء تأتي منقارة آسيا. ولأفغانستان والعراق حصة الأسد منها، حيث يحتل كل منهما السبعةبالمائة من عدد طالبي اللجوء حول العالم.
عباس الخشالي
مراجعة: يوسف بوفيجلين