النص الثامن من دروس الحياة لإبراهيم المازني
التعريف بالكاتب : إبراهيم عبد القادر المازني أديب مصري ولد عام 1890 م ،ونشأ في القاهرة وتخرج من مدرسة المعلمين وعاش حياة حافلة بالقراءةوالتدريس والصحافة والتأليف والكتابة وتوفي 1949م
وكان المازني في طليعة أدباء العصر الحديث نقداً وشعراً وصحافة له ديوانفي الشعر من جزأين وله في القصص ( إبراهيم الكاتب – في الطريق – عود علىبدء ) وله في النقد [ حصاد الهيثم ] وفي السياسة والاجتماع [ صندوق الدنيا] .
التقديم : الحياة تجارب عديدة لابد أن يتعلم منها الإنسان لذا الكاتب يقدم لنا تجاربه العديدة ونصائحه حتى يتسنى لنا الاستفادة .
الصبر على المصاعب
تعلمت أنه ما من شيء في هذه الدنيا يستحق أن نغالي به . ونهول على نفوسنا؛ فقد مر بي خير كثير وشر كثير ، وما كنت أراني إلا شقياً في الحالتين ؛لأني كنت إذا أصابني خيراً أسر به ، ولكني كنت مع ذلك أشفق أن يزول و أخشىألا يتكرر ، فأعذب نفسي بما لا موجب له من القليل . و إذا أصابني سوء شقّعلىّ واستكبرته وخفت أن يطول أمده ، وأشفقت ألا يطول أمده احتمالي له لماأنا فيه من الضراء فصارت الحياة كالجحيم . ثم رأيت كل شيء يزول و إن خيلفي وقته أنه سرمد ..... فخير للإنسان و أجلب لراحته أن يتقي تعذيب نفسه فيغير طائل .
2 – محاسبة النفس
تعلمت أن أحاسب نفسي ، وأنصب لها الميزان ، ومحاسبة النفس عسيرة ، ولكنهاواجبة ؛ حتى لا يتكرر الخطأ ويطول الجهل ويتمادى المرء في الضلال ، وهيعلى كلٍ أهون و أخف من محاسبة الآخر .
عدم الانسياق وراء الآخرين
وتعلمت ألا أكون أسير رأي أو كتاب ، فإن مؤدى هذا الأسر الإفلاس العقليوالعاطفي ، وفائدة الكتب أن يقرأها الإنسان ويفكر فيها ، ويضيف عقولأصحابها إلى عقله ، لا أن يظل أسيرها .
فالفهم هو المهم والرياضة العقلية هي التي عليها المعول ، وهي الغرض منقراءة الأدب ودرسه ، أعني بالرياضة العقلية تزويد المرء بالمعارف اللازمةوتوسيع أفقه وشحذ قريحته وتعويده التفكير المستقيم وتدريبه على التأملوالنظر .
4- خلاصة تجربته
هذا من بعض ما تعلمته وحذقته وروضت نفسي عليه من دروس الحياة وقد كانتالتجربة طويلة وشاقة وكثيرة الرّجات والصدمات ن ولكني غير أسف ، لأنالثمرة التي خرجت بها تستحق العناء وحسبي من ذلك سكينة النفس وصحة الإدراك