شرح د.سلمان العودة “المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم” مفهوم العفة، وذلك في برنامجه “حجر الزاوية” الذي يبث على قناة mbc، حيث قال: “كثير من علماء وفقهاء السلف والمؤلّفين لا يربطون العفة إلاَّ بالدرجة الأساسية، بالمعنى النفسي يعبّرون عن العفّة بأنها حالة نفسية، أو هي معنى يقوم بالنفس يحمل على فعل الأشياء الحسنة، وترك الأشياء الذميمة والقبيحة والفواحش والمحرّمات وغيرها، وهذا المعنى الشمولي بطبيعة الحال له آثار واقعية من آثاره العفة في اللسان بالكلام الجميل؛ والنبي -صلّى الله عليه وسلم- يقول: ' إِنَّ مِنْ أَعَفِّ النَّاسِ قِتْلَةً أَهْلَ الإِيمَانِ'، فدليل على أنه حتى العفاف في القتل يعني أنه لا يقتل بغير حق، ولا يشنّع، ولا يغتال، ولا ينتهك الحقوق، وكثير من الناس يولعون بالمظاهر كالعادة، ويغفلون عن الحقائق ولذلك تتحوّل العفة عندهم إلى لباس معيّن، فيُسمّى هذا اللباس لباس العفّة، أو لباس العفاف، أو تتحوّل عندهم إلى مظهر أو إلى غشاء، أو شيء من هذا القبيل، وهذا اختزال مخلّ وخطأ يترتب عليه أيضًا مجموعة من الأخطاء في التعامل”.
وأكد، بحسب جريدة 'المدينة' السعودية، ان عملية ترميم غشاء البكارة فيها خلاف بين الفقهاء، وأضاف: “والذي أميل إليه أنه إذا وُجدت التوبة عند الفتاة، فإنه يجوز لها أن تفعل ذلك حفاظًا على نفسها، وعلى حياتها، وعلى مستقبلها ؛ لأنه من النساء مَن تُقتل وأنا أعرف منظمة عالمية ذكرت أن خمسة آلاف امرأة تقتل سنويًّا بسبب هذا الأمر، أو ما يُسمّى بجرائم الشرف، وكثير من وسائل الإعلام الغربية تنفخ في هذا البوق، وتتكلم أن هذه هي الثقافة الإسلامية، ومن أجل غيرة الله تعالى حرّم الفواحش، ولكن مع ذلك لم يأذن الله -سبحانه وتعالى- بأن يتولّى الإنسان بنفسه تنفيذ القانون، أو المبالغة في العقوبة، أو ما أشبه ذلك، وإنما يكون هناك تربية، وأيضًا يكون هناك عقوبة.. الأب أحيانًا قد يعاقب بالقدر الذي يسمح له به الشرع”.
وشدّد العودة على قضية التشهير بالناس فقال: “أنا ألاحظ أن كثيرًا من الناس لما يطّلع على خطأ سواء عن طريق الهاتف، أو المشاهدة، أو السماع -مباشر أو غير مباشر- يشعر كأنه ظفر بمعلومة، فينشرها ويوصلها إلى وكالة الأنباء، وكأنه يعتبر أن هذه تعطيه أهمية وخصوصية له؛ ولذلك بالمناسبة أرى أنه يتوجّب ويتعيّن على الجهات المختصة، سواء كانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو وزارة الداخلية، أو غيرها من الأجهزة المعنيّة أن يكون هناك هواتف خاصة في موضوع الابتزاز؛ لأني مطّلع على كثير من الحالات أن البنت ربما يكون زواجها غدًا، أو بعد غدٍ، وهذا الشاب يطلب منها أن تخرج معه، وإلاَّ يهددها بأن يضع صورها -مثلاً- في الإنترنت، في هذه الحالة طبعًا البنت هي بين أمرين أحلاهما مرّ كما هو معلوم.