ابو عمار المراقب العام
عدد الرسائل : 1406 العمر : 39 سمعاتك وشهرتك : 2 تاريخ التسجيل : 04/10/2008
تسميتك مجموعة كل فلسطيني : المنتدى جميل
| موضوع: الاعجاز العلمي في سورة النور الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 4:58 pm | |
| الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الآية التي يسأل عنها السائل الكريم هي قوله تعالى: (أَلَمْتَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّيَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِوَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُبِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِيَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور:43]. قال المفسرون: (يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) أي: يجمع بينه. (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً) أي: متراكما بعضه فوق بعض. (فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) أي: فترى المطر يخرج من بين السحاب الكثيف. (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ) أي: ويُنَزّل من السحاب الذي هو كأمثال الجبال برداً. (فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ) أي: فيصيب بذلك البرد من يشاء من العباد فيضره. (وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ) أي: ويدفعه عمن يشاء فلا يضره، وكما ينزل المطر من السماء وهو نفع للعبادكذلك ينزل منها البرد وهو ضرر للعباد، فسبحان من جعل السحاب مصدراً للخيروالشر. (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) يخطف أبصار الناظرين من شدة لمعانه وقوة ضوئه. هذا باختصار ما قاله المفسرون في تفسير هذه الآية. وأما التفسير العلمي لهذه الآية، ففي محاضرات وأحاديث الشيخ الزنداني والدكتور طارق السويدان عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم: أن هذه الآية إحدى آيات ثلاث في القرآن الكريم تتحدث عن المطر، وأنواع السحب، وهذه الآية هي الآية المذكورة هنا، وقوله تعالى: (اللَّهُالَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِيالسَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَيَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِإِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم:48]. وقوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً) [النبأ:15-16]. وقد قسم علماء الطقس -في العصر الحديث- أنواع السحب إلى ثلاثة أنواع رئيسية: السحب الركامية: وإليها تشير الآية الأولى (آية النور). السحب المبسوطة: وإليها تشير الآية الثانية (آية الروم). سحب الأعاصير: وإليها تشير الآية الثالثة (آية النبأ). وهذهالأنواع الثلاثة تتفرع عنها أنواع كثيرة أوصلها بعضهم إلى ثمانين نوعاً،وبعضهم اختصرها في اثني عشر نوعاً، ولكنها ترجع في أصلها إلى هذه الأنواعالثلاثة المذكورة في القرآن الكريم. ويسمونها بالإنجليزية: كيوملس، السايرس، التورنيدس. والقرآنالكريم يحدثنا عن كل نوع من هذه الأنواع، ويبين لنا خصائصه ومميزاته،وننقل لك ملخصاً عن ما قاله علماء الطقس في هذا العصر عن النوع الأول، وهوالمذكور في الآية التي سألت عنها، وهو السحب الركامية. يقولون: وطبيعةهذا النوع من السحب أنها ضخمة كبيرة، ولكن مساحتها صغيرة، حيث تمتد ثمانيةكيلومترات، وإذا توسعت فلا تتجاوز عشرة كيلومترات، ولكنها تتصاعد عمودياً،وتتراكم فوق بعضها حتى يصل حجم الواحدة منها إلى حوالي عشرين كيلومتراًكأنها جبل. هذه السحب تتكون من ثلاث طبقات: الطبقة السفلى: وهي القريبة منا مملوءة بنقاط الماء الصغيرة. وأماالطبقة الوسطى: فيوجد بها بخار ماء درجته أقل من الصفر، لأنه في ضغط أقلمن الضغط الجوي، وهذا البخار يتجمد بسرعة عندما يصطدم بأي جسم صلب. وأماالطبقة العليا: فتوجد بها بلورات الثلج الجامدة، وعندما تنزل هذه البلوراتتصطدم ببخار الماء في الطبقة الوسطى الجاهزة للتجمد فيتجمد حواليها،فيتكون البرد فيبدأ ينزل، فيصيب نقاط الماء في الطبقة السفلى، فتتجمع حولهفينزل مطراً. وهذا النوع من السحب في داخله تيار هوائي قوي يصعد للأعلىفيبرد، وينزل للأسفل فيسخن، وصعوده ونزوله مستمر، وعملية التدفئة والتبريدمستمرة، والبردة التي تجمع حولها الماء من قوة التيار يدفعها إلى الأعلى،فيحيط بها مزيد من الجليد فتكبر وتثقل، فتنزل لتصيب مزيداً من بخار الماءالمبرد فيتجمع حواليها، فتثقل فتنزل أكثر، فيأتي التيار الهوائي ليصعدبها، تستمر هذه العملية إلى أن يأتي وقت لا يستطيع التيار الهوائي أنيرفعها، لأنها تكون ثقيلة جداً، فتبدأ بالنزول، فتذوب شيئاً فشيئاً إلى أنتصل إلى الأرض وهي صغيرة الحجم. ويثبت العلم الحديث أن هذا النوع من السحب (الركامي) يختلف عن غيره، فهو الذي يحدث فيه البرق والرعد يقول تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ). ويقولون:إن البرق يسببه البرد بانتقاله من أسفل إلى أعلى، فتتغير شحناتهالكهربائية، ومع انتقال الشحنات الكهربائية وتجمعها يحدث تفريغ، فتحدثشرارة، ويحدث وراءها صوت الرعد بسبب خلخلة الهواء، ومن هنا يحدث الرعدوالبرق. ولهذا قال تعالى: (يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) والضمير في (بَرْقِهِ) يعود إلى البرد، لأنه أقرب مذكور، وقيل إلى السحاب. وإذاقرأنا الآية الكريمة وتأملنا ما ذكره علماء الطقس علمنا أن هذا القرآن منعند الله تعالى، وأنه معجزة الإسلام الخالدة، وصدق الله العظيم حيث يقول: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) [فصلت:53]. والله أعلم. | |
|
ابو عمار المراقب العام
عدد الرسائل : 1406 العمر : 39 سمعاتك وشهرتك : 2 تاريخ التسجيل : 04/10/2008
تسميتك مجموعة كل فلسطيني : المنتدى جميل
| موضوع: رد: الاعجاز العلمي في سورة النور الثلاثاء أكتوبر 05, 2010 5:01 pm | |
| الاعجاز العلمي في الاية 40من سورة النور كلما مررت بهذهالآيات المباركة من سورة النور وقفت عندها مليا اتخيل ما يسرده علي عقليمن صور بليغة لظلمة البحر !!! ومن ظلمنا لانفسنا واننا بحاجة الى نور اللهسبحانه وتعالى أخذتني رهبتها واحساسي بالقصور في فهمها وفي تقصيري بحقالله وفي حق نفسي لابحث في تفسيرها حتى استشعر عظمتها لارضي نفسي وادخل فيبحر من العلم في البلاغة واللغة وعلم الارض والكيمياء....اختصر عليكمواقول اسألوا الله أن يجعل لنا نورا يهدينا للحق : الصورة مصغرة. إضغط هنا لمشاهدتها كاملة. الأبعاد الحقيقية هي 640x480 والحجم 82KB. الآية: أَوْكَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌمِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَيَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًافَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)سورة النور من شروحات د.زغلول النجار: هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أواخر الثلث الثاني منسورة النور, وهي سورة مدنية, وآياتها أربع وستون, وقد سميت بهذاالاسم لورود الإشارة فيها إلي أن الله( تعالي) هو نور السمواتوالأرض. وأنه( تعالي) هو الذي يهدي لنوره من يشاء, وأن... من لميجعل الله له نورا فما له من نور.
(أو كظلمات) أي أعمالهم الحسنة فيالدنيا من حيث خلوها عن نور الحق كظلمات( في بحر لجي) عميق كثيرالماء( يغشاه) يعلوه ويغطيه( موج من فوقه موج) آخر( من فوقه)أي من فوق هذا الموج الأعلي( سحاب) قائم,( ظلمات) هذه ظلماتمتراكمة( بعضها فوق بعض) ظلمة السحاب فوق ظلمة الموج فوق ظلمةالبحر.( إذا أخرج يده) من ابتلي بها( لم يكد يراها) من تراكمالظلمات; أي لم يقرب من رؤيتها فضلا عن أن يراها. وقيل او للتنويع,فشبهت أعمالهم الحسنة بالسراب, والسيئة بالظلمات( ومن لم يجعل الله لهنورا فما له من نور) أي من لم يشأ الله سبحانه أن يهديه لنوره في الدنيافما له من هداية منها من أحد وكل من أصحاب المنتخب في تفسير القرآنالكريم, وصاحب صفوة التفاسير( جزاهم الله خيرا) ذكر كلاما مشابهاوإن أضاف الخبراء علي هامش المنتخب تفسيرا لظلمات البحر اللجي علي أساس منأن عواصف البحار العميقة أو المحيطات تنطلق فيها أمواج مختلفة الطولوالسعة أو الارتفاع, بحيث يبدو الموج منطلقا في طبقات بعضها فوق بعض,فيحجب ضياء الشمس, لما تثيره هذه العواصف من سحب... الدلالة العلمية للآية الكريمة
الصورة مصغرة. إضغط هنا لمشاهدتها كاملة. الأبعاد الحقيقية هي 640x480 والحجم 75KB. تشير هذه الآية الكريمة إلي الظلمةالتامة فوق قيعان البحار العميقة والمحيطات, مؤكدة أنها ظلمة مركبة,يلعب كل من السحب, والأمواج السطحية, والأمواج الداخلية دورا أساسيافي إحداثها, وهي حقيقة لم يدركها الانسان إلا في مطلع القرن العشرين.ولماكانت الشمس هي مصدر الحرارة والضوء ومختلف صور الطاقة الأخري( فيما عداالطاقة النووية) علي سطح الأرض وعلي أسطح غيرها من أجرام المجموعةالشمسية, كان لزاما علينا الرجوع إلي المسافة الفاصلة بين الأرض والشمسللتعرف علي الحواجز التي يمكن أن تعترض أشعة الشمس في طريق وصولها إليالأرض ومن أهمها الغلاف الغازي للأرض, خاصة جزءه السفلي( نطاقالمتغيرات المناخية أو نطاق الرجع) ومابه من سحب. الظلمة الأولي تسببها السحب:تتكونالأشعة الصادرة من الشمس من كل الموجات الكهرومغناطيسية ابتداء من الأشعةالراديوية إلي الأشعة السينية إلا أن الغالب عليها هو الضوء المرئي وكل منالاشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية, بالاضافة إلي بعض الجسيماتالأولية المتسارعة مثل الإلكترونات, وأغلب الأشعة فوق البنفسجية يردهاإلي الخارج نطاق الأوزون. وعند وصول بقية أشعة الشمس إلي الجزء السفليمن الغلاف الغازي للأرض فإن السحب تعكس وتشتت نحو30% منها.وتمتص السحب وما بها من بخار الماء وجزيئات الهواء وهباءاتالغبار وغيرها من نوي التكثيف الأخري حوالي19% من تلك الأشعة الشمسيةالمارة من خلالها, تحجب السحب بالانعكاس والتشتيت والامتصاص حوالي49%من أشعة الشمس, فتحدث قدرا من الظلمة النسبية. الأمواج السطحية في البحار والمحيطات تسبب الظلمة الثانيةعند وصول ما تبقي من أشعة الشمس إلي أسطح البحار والمحيطاتفإن حوالي35% من الأشعة تحت الحمراء فيها تستهلك في تبخير الماء,وتكوين السحب, وفي عمليات التمثيل الضوئي. التي تقوم بها النباتاتالبحرية.أما ما يصل إلي سطح البحار والمحيطات مما تبقي من الأشعةالمرئية( أو الضوء الأبيض). فان الأمواج السطحية للبحار تعكس5% أخريمنها, فتحدث قدرا أخر من الظلمة النسبية في البحار والمحيطات. توهن ضوء الشمس المرئي بمروره في ماء البحار والمحيطاتالجزء المرئي من أشعة الشمس الذي ينفذ إلي كتل الماء فيالبحار والمحيطات يتعرض لعمليات كثيرة من الانكسار, والتحلل إلي الأطيافالمختلفة والامتصاص بواسطة كل من جزيئات الماء, وجزيئات الأملاح المذابةفيه, وبواسطة المواد الصلبة العالقة به, وبما يحيا فيه من مختلف صورالأحياء, وبما تفرزهتلك الأحياء من مواد عضوية, ولذلك يضعف الضوءالمار في الماء بالتدريج مع العمق.والطيف الأحمر هو أول مايمتص من أطياف الضوء الأبيض ويتمامتصاصه بالكامل علي عمق لا يكاد يتجاوز عشرة أمتار, ويليه في الامتصاصالطيف البرتقالي ثم الطيف الأصفر والذي يتم امتصاصه بالكامل علي عمق لايتجاوز الخمسين مترا, ويلي ذلك الطيف الأخضر والذي يتم امتصاصه بالكاملعلي عمق مائة متر في المتوسط, ويستمر الطيف الأزرق بعد ذلك ليتم امتصاصهعلي عمق يزيد قليلا علي المائتي متر, ولذلك يبدو ماء البحار والمحيطاتباللون الأزرق لتشتت هذا الطيف من أطياف الضوء الأبيض في المائتي مترالعليا من تلك الكتل المائية. وبذلك فإن معظم موجات الضوء المرئي تمتص علي عمق مائة مترتقريبا من مستوي سطح الماء في البحار والمحيطات, ويستمر1% منها إليعمق150 مترا, و0,01% إلي عمق200 متر في الماء الصافي الخالي منالعوالق.وعلي الرغم من السرعة الفائقة للضوء( حوالي300,000كيلومتر في الثانية في الفراغ, وحوالي225,000 كيلومتر في الثانية فيالأوساط المائية), فإنه ل ايستطيع أن يستمر في ماء البحار والمحيطاتلعمق يزيد علي الألف متر, فبعد مائتي متر من أسطح تلك الأوساط المائيةيبدأ الإظلام شبه الكامل حيث لا ينفذ بعد هذا العمق سوي أقل من0,01% منضوء الشمس, ويظل هذا القدر الضئيل من الضوء المرئي يتعرض للانكساروالتشتت والامتصاص حتي يتلاشي تماما علي عمق لا يكاد يصل إلي كيلومتر واحدتحت مستوي سطح البحر. حيث لا يبقي من أشعة الشمس الساقطة علي ذلك السطحسوي واحد من عشرة تريليون جزء منها, ولما كان متوسط أعماق المحيطات يقدربنحو3795 مترا, وأن أقصاها عمقا يتجاوز الأحد عشر كيلومترابقليل(11,034 متر) وبين هذين الحدين تتراوح أعماق البحار والمحيطاتبين أربعة وخمسة كيلومترات في المتوسط, وبين ثمانية وعشرة كيلومترات فيأكثرها عمقا. فإن معني ذلك أن أعماق تلك المحيطات تغرق في ظلام دامس. الأمواج الداخلية هي سبب الظلمة الثالثة فوق قيعان البحار العميقةبالاضافة إلي تحلل الضوء الأبيض عند مروره في ماء البحاروالمحيطات فإن السبب الرئيسي في إحداث الإظلام التام فوق قيعان البحاراللجية( أي الغزيرة الماء لعمقها حتي لايكاد يدرك لها قاع, والمتلاطمةالأمواج لقول العرب( إلتج البحر) أي: تلاطمت أمواجه) هي الأمواجالداخلية في تلك البحار العميقة وغير المتجانسة.وتتكون هذه الأمواج الداخلية بين كتل الماء ذات الكثافاتالمختلفة, وتختلف كثافة الماء في البحار العميقة والمحيطات باختلاف كلمن درجة حرارته, ونسبة الأملاح المذابة فيه, وتتمايز كتل الماء في تلكالمسطحات المائية الكبيرة أفقيا بتمايز مناطقها المناخية, ورأسيا بتمايزكثافتها. وتتحرك التيارات المائية أفقيا بين مساحات شاسعة من خطوط العرضفتكتسب صفات طبيعية جديدة من درجات الحرارة والملوحة بسبب تغير معدلاتالتسخين أو التبريد, ومعدلات البخر أو سقوط الأمطار, مما يضطرها إليالتحرك رأسيا كذلك. وتمايز الماء في البحار العميقةوالمحيطات إلي كتل سطحية, وكتل متوسطة, وكتل شبه قطبية, وكتل حولقطبية ولايتمايز الماء إلي تلك الكتل إلا في البحار شديدة العمق, ومنهنا فإن الأمواج الداخلية لاتتكون إلا في مثل تلك البحار العميقة, ومنهنا أيضا كان التحديد القرآني بالوصف بحر لجي إعجازا غير مسبوق.وتتكون الأمواج الداخلية عند الحدودالفاصلة بين كل كتلتين مائيتين مختلفتين في الكثافة, وهي أمواج ذاتأطوال وارتفاعات تفوق أطوال وارتفاعات الأمواج السطحية بمعدلات كبيرة,حيث تتراوح أطوالها بين عشرات ومئات الكيلومترات, وتصل سعتها( أيارتفاع الموجة) إلي مائتي متر, وتتحرك بسرعات تتراوح بين100,5سنتيمتر في الثانية لمدد تتراوح بين أربع دقائق وخمس وعشرين ساعة. وعلي الرغم من ذلك فهي أمواج لايمكنرؤيتها بطريقة مباشرة, وإن أمكن إدراك حركتها بأجهزة ميكانيكيةوذلكبواسطة عدد من القياسات للاضطرابات التي تحدثها تلك الأمواج الداخلية,وهذا ايضا مما يجعل الاشارة القرآنية إليها إعجازا لاينكره إلا جاحد.كذلك يبدأ تكون الأمواج الداخليةعلي عمق40 مترا تقريبا من مستوي سطح الماء في المحيطات حيث تبدأ صفاتالماء فجأة في التغير من حيث كثافتها ودرجة حرارتها, وقد تتكرر عليأعماق أخري كلما تكرر التباين بين كتل الماء في الكثافة, وعجز الانسانفي زمن الوحي ولقرون متطاولة من بعده عن الغوص إلي هذا العمق الذي يحتاجإلي أجهزة مساعدة خاصة مما يقطع باعجاز علمي في هذه الآية الكريمةبإشارتها إلي تلك الأمواج الداخلية, وهي أمواج لم يدركها الإنسان إلا فيمطلع القرن العشرين( سنة1904 م). ومن فوق هذه الأمواج الداخلية تأتيالأمواج السطحية ومايصاحبها من العواصف البحرية والتي يحركها كل من الرياحوالجاذبية والهزات الأرضية, ودوران الأرض حول محورها من الغرب إليالشرق, وحركات المد والجزر الناتجة عن جاذبية كل من الشمس والقمر,وغير ذلك من العوامل المعروفة وغير المعروفة, وهذه الأمواج السطحية هيأحد العوائق أمام مرور كل أشعة الشمس الساقطة علي أسطح البحاروالمحيطات, في مائها والوصول إلي أعماقها, ولذلك فهي أحد أسباب ظلمةتلك الأعماق, بالإضافة إلي تحلل تلك الأشعة إلي أطيافها وامتصاصهابالتدريج في الماء.ومن فوق هذه الأمواج السطحية تأتيالسحب التي تمتص وتشتت وترد إلي صفحة السماء حوالي49% من مجموع أشعةالشمس الواصلة إلي نطاق التغييرات المناخية فتحدث قدرا من الظلمة النسبيةالتي تحتاجها الحياة علي سطح الأرض. فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق:أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج منفوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومنلم يجعل الله له نورا فما له من نور.( النور:40)والآية الكريمة جاءت في مقامالتشبيه, ولكنها علي الرغم من ذلك جاءت في صياغة علمية دقيقة غايةالدقة, ومحكمة غاية الإحكام شأن كل الآيات القرآنية,ونزلت هذه الآيةالكريمة في زمن لم يكن لأحد من الناس إلمام بتلك الحقائق العلمية ولابطرفمنها, وظلت أجيال الناس جاهلة بها لقرون متطاولة بعد زمن الوحي حتي تمالإلمام بشيء منها في مطلع القرن العشرين. ومع افتراض أن أحدا من الناس قدأدرك في القديم دور السحب في إحداث شيء من الظلمة علي الأرض ودور الأمواجالسطحية في إحداث شيء من ذلك علي قيعان البحار والمحيطات( وهو افتراضمستبعد جد) فان من أوضح جوانب الإعجاز العلمي( أي: السبق العلمي)في هذه الآية الكريمة هو تلك الإشارة المبهرة إلي الأمواج الداخلية(InternalWaves)وهي أمواج لايمكن رؤيتها بالعين المجردة أبدا, ولكن يمكن إدراكها بعدد من القياسات غير المباشرة.ومن جوانب السبق العلمي في هذهالآية الكريمة أيضا الإشارة إلي الحقيقة المعنوية الكبري التي تصفها الآيةبقول الحق( تبارك وتعالي):.. ومن لم يجعل الله له نورا فما له مننور.ثم تفاجئنا البحوث العلمية أخيرابواقع مادي ملموس لتلك الحقيقة بالإضافة إلي مضمونها المعنوي الجميل,فقد كان العلماء إلي عهد قريب جدا لايتصورون إمكانية وجود حياة في أغوارالمحيطات العميقة, أولا للظلمة التامة فيها, وثانيا للبرودة الشديدةلمائها, وثالثا للضغوط الهائلة الواقعة عليها( وزن عمود الماء بسمكيصل إلي أربعة كيلومترات في المتوسط), ورابعا للملوحة المرتفعة أحيانالذلك الماء, ولكن بعد تطوير غواصات خاصة لدراسة تلك الأعماق فوجيء دارسوالأحياء البحرية بوجود بلايين الكائنات الحية التي تنتشر في تلك الظلمةالحالكة وقد زودها خالقها بوسائل إنارة ذاتية في صميم بنائها الجسدي تعرفباسم الإنارة الحيوية(Bioluminescence), وتنتج هذه الإنارة العجيبة عن طريق تفاعل فريد من نوعه بين جزئ لمركب كيميائي عضوي اسمه ليوسيفيرين(Luciferin) وجزئ الأوكسجين في وجود إنزيم خاص اسمه ليوسيفيريز (Luciferase),ويمثل هذا التفاعل الفريد عمليةالأكسدة الوحيدة المعروفة لنا في أجساد الكائنات الحية التي لا يصاحبهاإنتاج قدر مدرك من الحرارة, ومن العجيب أن كل نوع من أنواع هذه الأحياءالخاصة والتي تحيا في بيئات من الظلمة التامة له أنواع خاصة من المركباتالكيميائية المنتجة للضوء, وله إنزيماته الخاصة أيضا, والسؤال الذييفرض نفسه: من غير الله الخالق يمكنه ان يعطي كل نوع من أنواع تلكالأحياء البحرية العميقة, هذا النور الذاتي؟ وهنا يتضح البعد الماديالملموس لهذا النص القرآني المعجز, كما يتضح بعده المعنوي الرفيع: ومنلم يجعل الله له نورا فما له من نور, فسبحان الذي أنزل القرآن الكريم,أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله, وحفظه لنا بلغة وحيه( اللغةالعربية) حفظا كاملا بكل حرف, وكل كلمة, وكل آية وكل سورة, فجاءذلك كله معجزا غاية الاعجاز فالحمد لله رب العالمين علي نعمة القرآن وصليالله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم . اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ..................................اللهم اجعل لي نورا وأعظم لي نورا .....................********* | |
|