تمر السنين من جديد.. ومع مرورها.. تمر ذكريات مجدٍ تليد..تتجدد فينا ذاكرة رحيل رجلٍ بألف رجل.. تتجدد فينا ذاكرة قائدٍ صواريخالقدسية.. وقائد عملية كوسوفيم الجهادية .
تهل ذكرى عزيزة على قلوب المجاهدين.. ذكرىأسدٍ الهصور.. ذكري رحيل "اسد الثغور ".. ذاك الأسد.. مخرج الاستشهاديين..
"محمود فايق الحاج" اسم شق طريقه للشهادة.. اسم دّب الرعب في قلوب بنيصهيون.. اسم أبكي الصهاينة دماً .. اسم أرغم قادة صهيون لإعلان الهزيمة فيغزة.
تهل ذكراك "أبا اسلام ".. ولا زالت فلسطين تفتقدك.. لا زال طفلي يحلمبعودةٍ لمجدك التليد.. لا زالت أمي تحلم بعهدٍك عهدك.. لا زال أبناءالمخيم يروّن عهد الانتصارات.. لا زال أبناء الجهاد يحيون ذكراك تحت أزيزنار الصواريخ.. لا زال أسود السرايا يسيرون على خطّاك نحو الشهادة.
تعود بنا ذاكراك.. ولا زال الدم الفلسطيني ينزف.. تعود ذكراك ونحن نحيي فتوحاتك.. "كوسوفيم" "المجدل" "اسديروت" " شرق البريج".
رحلت سيدي أبـا اسلام لتلتحق درب الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي..ونبيلالشريحي .. هنيئاً لك سيدي.. هنيئاً لك وأنت معالنبيين.. هنيئاً لك وأنتبرفقة الأحباء.. هنيئاً لك وأنت في رحمةمولنا
.لا يعرف عشاق فلسطين أين سيلتقون في السجن أم في الموت أمفي ظل وردة؟!.. فهذا هو قدر الأبطال الذين اختاروا طريق ذات الشوكة..تحقيقا لوعد الله في إساءة وجوه بني إسرائيل.. فما أروعها من طريق وهيتقودك إلى رضوان الله حيث الجنان الفيحاء التي أعدها الله للمؤمنينوالصادقين والشهداء.
وما أروعك يا "أبو إسلام" وأنت تسلك تلك الطريق مرددا وعجلت إليك ربيلترضى.. ما أروعك يا فارس سرايا وأنت تترك العنان لدمك كي يتناثر في أزقةوحواري هذا الوطن المبارك، ليكون لك شاهدا عند الله على بوابات الجنةليقال لك "ادخلوها بسلام آمنين".
ما أروعك يا محمود وأنت تتسلح بالإيمان والوعي والثورة.. ذلك الثالوثالرائع الذي شكلك وصاغ حياتك لتكون مجاهدا بحق.. كيف لا وأنت ممن تخرجوامن مدرسة الشقاقي الأمين الشهيد... تلك المدرسة المحمدية والربانية التيأسست قواعدها على الإيمان والوعي والثورة... فلا إيمان بلا وعي.. ولا وعيبلا ثورة، ولا معنى أن تكون فلسطينيا مجاهدا دون أن تكون مؤمنا واعياثائرا..
ملتقيات عشاق الحور/خاص
· الميلاد والنشأة :
ولد الشهيد محمود فايق محمد الحاج في مخيم الصمود النصيرات وسط قطاع غزةبتاريخ 31/10/1982م في ذلك العام الذي شهد الاحتياج الغاشم الصهيوني علىمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان لتتواصل رحلة العناء من الآباء إلىالأبناء 0
وينتمي الشهيد محمود لعائلة الحاج إلى هاجرت من قرية برير في العام 1948موالتي عانت التشريد والظلم كباقي الآلاف من الأسر الفلسطينية ثم يستقر بهمالمقام في مخيم النصيرات للاجئين 000 هذه القرية التي تمتد جذورها إلي أرضالوطن السليب والتي ينتمي إليها محمود قدمت العديد من الشهداء الأبرارمنهم عم الشهيد محمد الحاج الذي استشهد في عام 1948م مع ثوارالثورةالفلسطينية 000 قرية برير التي خرجت الشهيد عبد القادر أبو الفحم ،والشهيد القائد عماد عقل ، والشهيد القائد مقلد حميد ، والشهيد المجاهدأيمن الرازنية ،وشقيقه الشهيد المجاهد عثمان، وتستمر القافلة 000
الشهيد محمود ترتيبه الثامن في العائلة وله خمسة أخوة ذكور وسبعة إناث 0
أنهى الشهيد تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس الوكالة التابعة لوكالةالغوث الدولية للاجئين0وعمل في مصنع للجلد والخياطة وتلقى دورة في مجالالحلاقة0
كان الشهيد أبو إسلام بارا بوالديه وأهله لدرجة أنه كان حريصا على الشعورالطبيعي بالخوف عليه فكان حينما يخرج في مهمة جهادية لا يشعر أبويه بشئوعندما يحاول الدخول إلي المنزل يوقظ أخوه الأكبر الذي كان أكثر تفهماوتجرعا للأحداث 0
كان الشهيد يهاتف خطيبته ابنةعمه في الأردن ويحدثها في أمور بناء المنزلوحياة الزوجية ويحدثها في نفس الوقت عن الجهاد والشهادة وذلك في إحدىالإجتياحات لمنطقة البريج0
*صفاته وعلاقاته بالآخرين:
تميز الشهيد محمود أبوالحاج بأخلاقه الحميدة وعلاقاته الطيبة مع الجميعاتصف بشدة الحياء والتي كانت سمة بارزة على وجهه وعرف بالإخلاص والتدين000 كان حريصا على العبادة والتهجد فعرض على الشباب فكرة قيام ليلة الجمعةمن كل أسبوع في مسجد الشهيد خالد الخطيب وكانت الاستجابة من جميع الشبابوذلك بعد انقضاء شهر رمضان المبارك 0
كان الشهيد صامتا وحدويا يدفع باتجاه وحدة شعبه في المناقشات وأن تكون الخصومة السياسية بعيدا 0
تميز الشهيد بعلاقاته الواسعة مع العديد من قادة العمل الميداني فيسراياالقدس منهم الشهيد القائد سعيد أبو الجديان ، والشهيد أبو الوليدالدحدوح ، والشهيد عدنان بستان ، والشهيد ناهض كتكت ، والشهيد نبيل جبر ،والشهيد محمد عقل 0
تمتع الشهيد بالسيرة العطرة في صفوف حركته وباقي التنظيمات ، كان رمزاحقيقيا للمقاوم الحر مثل القيم في وقت تغيب فيه القيم ، سلوكه نادرابالرغم من كلا لأحداث التي عصفت بالساحة الفلسطينية من فتنة واقتتال داخليفلم يكن يخوض في أيجدال ولم يتحزب لأحد كان حريصا على فلسطين وكل محبلفلسطين بالرغم من الواقع الصعب والتحديات الكبيرة كان نموذج للمقاوم ورمزللإخلاص والصبر 0
لم يقتصر عطاء الشهيد أبو إسلام في مجال الجهاد والمقاومة بل كان له دورابارزا في إنجاح مسيرة وإعمار مسجد الشهيد خالد الخطيب حيث كان يقوم بجمعالتبرعات للمسجد والمشاركة في معظم الفعاليات في منطقة الشهيد خالد الخطيبمن حيث المشاركة في اللجان الاجتماعية والإعلامية والرياضية فكان شعلة منالعطاء المتواصل 0
*الانتماء والمشوار الجهادي:
تعلقت روحه بحب المقاومة وعشق الجهاد فقضى معظم وقته مجاهدا مرابطا فانخرطفي صفوف حركة الجهاد مبكرا وذلك سنة 2001م. مؤمنا بأفكارها ونهجها المقاوموتدرج في عمله حتى التحق فيصفوف سرايا القدس الذراع العسكري للحركة وظلعطاءه حتى صار قائدا ميدانيا للمنطقة الوسطى0
حاول شهيدنا القيام بعملية استشهادية أكثر من مرة، ولكن قدر الله لميشاء0كما يسجل للشهيد القائد الإشراف على عملية مشتركة لسرايا القدسوكتائب شهداء الأقصى والتي قام بها الاستشهادي حسن البنا من سرايا القدسوالاستشهادي أشرف بعلوشة من كتائب شهداء الأقصى في مستوطنة كفار داروموالتي أدت إلي مقتل ضابط إسرائيلي وإصاية أربعة آخرين بجراح وذلك بتاريخ15/12/2004م 0
كما أشراف شهيدنا وشارك في العديد من عمليات إطلاق قذائف r.b.g والصواريخالتي تنتجها سراياالقدس، بالاضافة الى اطلاق العديد من قذائف الهاون والتيفي احداها ادت الى إيقاع اصابات مباشرة في العدو الصهيوني بحسب اعترافاته.
* الاستشهاد :
في مساء يوم الأربعاء 20 شوال 1428 هـ الموافق 31/10/2007م توجه الشهيدالمجاهد محمود إلي منطقه جحر الديك وسط قطاع غزه بعد أن رصدت مجموعه منسرايا القدس هدفا في تلك المنطقة واشتبك هو وإخوانه المجاهدين معقوهصهيونيه خاصة كانت تكمن في المكان وأصيب خلال الاشتباك اصابه مباشره فيالفخذ الأيمن مما أدي إلي استشهاده.
