الاستشهادية المراقب العام
عدد الرسائل : 790 العمر : 40 سمعاتك وشهرتك : 9 تاريخ التسجيل : 12/05/2009
تسميتك مجموعة كل فلسطيني :
| موضوع: الشهيد مازن فريتخ أحد قادة شهداء الأقصى الخميس ديسمبر 02, 2010 4:45 am | |
| باع بيته في الدنيا ليشتري بيتاً في لجنة نابلس - خاص : منبين أزقة البلدة القديمة و حواريها الضيقة و بيوتها المتلاصقة تشدّ بعضهابعضاً ، يخرج مقاتل شرس عنيد و قائد صنديد من كتائب شهداء الأقصى ليسطّربجهاده أروع أمثلة الإيثار و التضحية في سبيل الله و ليكون من الذين قالالله تعالى فيهم "و من الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله" . وما كانت نابلس تدري و هي ترقص طرباً على وقع ضربات الاستشهاديين من بينأبنائها في القدس و "تل أبيب" أن فارسها المقدام مازن فريتخ هو من كانينظّم قوافي تلك الملاحم الممهورة بدماء بني صهيون ليغسل بها عار السنينالذي خلفته مؤامرات الغدر في أوسلو و البيت الأبيض . الميلاد و النشأة : فييوم مبارك من أيام عام 1978 و لأسرة مجاهدة متواضعة ولد الشهيد مازن فريتخفي بيت بسيط من بيوت حارة الياسمينية على أطراف البلدة القديمة من نابلسليتشكّل به أسرة قوامها عشرة أنفار و لتكتمل به فرحة الوالد الذي ما لبثأن لبى نداء ربه قبل أن يرى طفله و قد أضحى رجلاً من رجال الجهاد و علماًمن أعلام المقاومة . تميّزشهيدنا منذ صغره بالجرأة و القوة و الشجاعة و قوة الشخصية و تلقّى علومهفي مدرسة ابن الهيثم و درس حتى الصف الأول ثانوي حيث أصابته رصاصة صهيونيةفي ساقه أقعدته عن الدراسة ، بالإضافة إلى سوء الحال و تدهور الأوضاعالمعيشية لينخرط بعد شفائه في ميادين العمل ، و بدأ في مهنة القصارة و أخذعلى عاتقه مسئولية إخوته و أخواته إضافة إلى عمتيه اللتين كانتا تقيمانمعهم في نفس المنزل ، فتحمّل المسئولية مبكراً و كان أهلاً لها خاصة و أنهلم يكن للعائلة معيل سواه بعد أن توفي والده و هو صغير . نشأشهيدنا النشأة الطيبة الصالحة و تربى على حب الله و رسوله الكريم صلى اللهعليه و سلم فكان ملازماً للمسجد ، ملتزماً بالصلاة يحب الخير و فعله و كانمثالاً للأخلاق الحميدة فأصبح محبوباً بين أهله و جيرانه و رفاقه ، و كانعطوفاً حنوناً على إخوته خصوصاً على أخواته الثلاث ، و يصل رحمه باستمرارو يتفقّد أقرباءه . انتفاضة الأقصى ... و ضالّته المنشودة : كانشهيدنا - رحمه الله - عاشقاً لوطنه ، و محباً لبلده عشق الشهادة فكانيتمنّى أن يقضي نحبه شهيداً و عاش على هذا الأمل حتى جاءت انتفاضة الأقصىفوجد فيها ضالته و فرصته السانحة التي لطالما بحث عنها و تمناها بعد سبعسنوات عجاف من سني أوسلو السوداء التي ذاق خلالها الشعب كأس المذلة والهوان . ومنذ الأسابيع الأولى لانتفاضة الأقصى استعدّ مازن للعمل ، و شمّر عنساعديه ، فقد توفّرت لديه الرغبة و العزيمة ، و لكن كان ينقصه عنصر أساسفي العمل الجهادي ... إلا و هو السلاح ... فكيف يحصل عليه ؟ و من أين لهالمال الكافي لشرائه و هو المكلّف بالنفقة على أهل بيته و مصادر الرزقمحدودة ، و بالكاد تكفي لشراء الأكل و الشراب ؟!! .. أمامهذه المعادلة العصيبة وقف شهيدنا ناصباً أمام عينيه ميزان العدل الإلهيالذي تكفل بأرزاق العباد و وعد عباده المجاهدين بالخلود في جنات النعيم ،و بكل ثقة و دون تردّد قرّر شهيدنا السير في طريق ذات الشوكة مضحّياًبالغالي و النفيس لإعلان كلمة الله و لدحر الغزاة الغاصبين ، فسارع إلىبيع المنزل الذي اشتراه و لم يكن قد سدّد باقي أقساطه ليشتري بثمنه بندقيةمن طراز (أم 16) و كمية من الذخائر و ليبدأ مشواره الجهادي على بركة الله . ولم تكد تنقضي أولى سنوات الانتفاضة المباركة حتى أضحى مازن علماً لامعاًمن أعلام الجهاد و المقاومة ، فكان هو دائماً صاحب المبادرة ، فقبلالاجتياح الأول لمدينة نابلس لم يكن هناك أي وجود عسكريّ صهيوني داخلنابلس فكان شهيدنا يذهب إليهم بنفسه ، و تشهد له الطرق الالتفافية والنقاط العسكرية المترامية على قمم الجبال بالعديد من المعارك و الملاحمالبطولية ، و كان يعود منها و لا يُرى عليه أيّ أثر ، حيث كان يبدو بينأهله و جيرانه طبيعياً ، إذ كان يحتفظ بأسرار عمله الجهادي في نفسه . أحبّمازن الشهداء حبا جماً و كان يبكي على فراقهم و لم تكن هناك جنازة لشهيدإلا و كان هو في مقدّمتها ، و لكن الشيء الذي ميّزه عن غيره أنه لم يكنيحمل سلاحه في تلك الجنازات رياء أو مفاخرة ، و لم يكن يطلق الرصاص فيالهواء كما كان يفعل الكثيرون ، بل إنه كان يمسك بالرصاصة بإصبعه قائلاً :"هذه الرصاصة قد تساوي جندياً صهيونياً في يومٍ من الأيام" ، فكان حريصاًعلى عدم ذهابها في غير مكانها . وبقي الشهيد يقاتل ببندقيته العزيزة مدة طويلة حتى قبل اجتياح نابلس بأشهرقليلة حيث طوّر أسلوب قتاله و انتقل من مرحلة البندقية إلى مرحلة العقل والهندسة و التكتيك ، و بدأ في إعداد الأحزمة الناسفة ليصبح واحداً من أهمالمطلوبين لقوات الاحتلال التي وضعته في مقدّمة قوائم المطلوبين للتصفيةالجسدية . وجاء الاجتياح الشامل لمدينة نابلس في نيسان عام 2002 لتبدأ معركة كسرالأذرع بين شهيدنا و قوات الاحتلال التي سارعت و قبل ساعات معدودة من بدءعدوانها على نابلس بقصف منزل مازن في وضح النهار لترتقي عمتاه زها و رشاشهيدتين فيما أصيب شقيقه إيهاب المعتقل حالياً في سجون الاحتلال و نجاالآخر بشار الذي يقبع هو الآخر في سجون الاحتلال ، و نجا هو كذلك رغمإصابته ببعض الشظايا من جراء القصف ، أما أخته الكبرى فقد أصيبت إصابةبالغة . وما إن دخلت قوات الاحتلال نابلس حتى انقضّ عليهم شهيدنا بكلّ ما أوتي منعدة و عتاد رغم جراحه التي أصيب بها إثر قصف منزله ، لكن فظاعة ما حلّبأهله و بيته جعلته ينفض عن نفسه الغبار ليواصل الطريق الذي اختطه لنفسه... طريق الجهاد و المقاومة . قضىبعدها مازن عاماً كاملاً من المطاردة و التشرّد ، ذاق خلالها حرارة الصيفو برودة الشتاء ، و كان يقضي معظم لياليه ساهراً يحرس في سبيل الله تارةفي البراري و تارة في الجبال و أخرى على أسطح البنايات يفترش الأرض ويلتحف السماء ، و لشدة حرصه و استعداده للقاء الله في أيّ لحظة كان شهيدنالا يتحرّك نهاراً و لا يبيت ليلاً إلا على وضوء تام . و رغم صعوبة تنقّلهو الخطر الذي كان يحدق به إلا أنه كان يتفقّد أخواته في بيوتهن و يقومبواجبهن على التمام . كان- رحمه الله - شديد الحرص و الحذر ، و كان صادقاً مع الله فأنقذه الله ذاتليلة من بين أيدي جنود الاحتلال رغم أنهم استولوا على بندقيته العزيزة وكامل ذخيرته و لكن الله هيّأ له بندقية أخرى و أبدله خيراً منها . شاركشهيدنا في عدة عمليات نوعية ، و أقرّ الجيش الصهيوني بأنه شارك في عملياتقتل ما يزيد على 30 صهيونياً و عشرات الجرحى . و من بين العمليات التيشارك شهيدنا في إعدادها العملية الاستشهادية في التلة الفرنسية بالقدسالمحتلة في صيف عام 2002 و التي قتل فيها أكثر من 7 صهاينة و جرح العشراتمن الصهاينة ، و كذلك العملية النوعية المزدوجة في محطة الباصات المركزيةالقديمة بـ "تل أبيب" مطلع العام الحالي و التي أوقعت ما يزيد عن 23صهيونياً و أصيب نحو 100 بجروح . ومن المعارك التي قابل شهيدنا جنود الاحتلال وجهاً لوجه كانت معركة بنايةعالول و أبو صالحة وسط المدينة و التي خاضها هو و رفيق دربه الشهيد أحمدجود الله حيث شارك في قتل عددٍ من جنود الاحتلال و جرح آخرين . و يتحقق حلم الشهادة .. كانشهيدنا - رحمه الله - يقضي ليله هو و بعض إخوانه المطاردين من منزل لآخر ومن نفق إلى نفق ، و إذا أدرك أنه سيشكّل خطراً على أحد السكان كان يتركذلك البيت حتى لا يتسبّب في إيذائهم أو ضررهم . كانمازن يتمنى من الله تعالى أن يرزقه الشهادة بصدق ، و كثيراً ما كان يقول :" أخشى أن تنتهي هذه الانتفاضة قبل أن أنال الشهادة" ... فقد كان شهيدنايعشق الشهادة و يتلهف للقاء ربه و صحبة نبيه صلى الله عليه و سلم . واستمر شهيدنا على هذا الحال إلى أن استقر به المقام مع اثنين من إخوانهالمجاهدين من كتائب القسام و شهداء الأقصى في بناية في منطقة المخفية ،فكان على موعد مع الشهادة في تلك الليلة ، حيث حوصرت البناية و بأعدادضخمة من قوات الاحتلال و دباباته و طائراته المروحية ، و بدأت المعركةبشكلٍ عنيف استعملت خلالها قوات الاحتلال كامل ترسانتها العسكرية مقابلثلاثة من المجاهدين الواثقين بنصر الله ... لكنالله قدّر أن يصاب رفيقا مازن مبكراً ليقعا في قبضة الاحتلال ، و ليبقى هولوحده يقاتل بضراوة و استبسال منقطعي النظير فقتل منهم ضابطاً كبيراًبرتبة كولونيل و جنديين آخرين أحدهما بحالة خطرة حسب اعترافات الجيشالصهيوني في حينه . وفي محاولة يائسة طلب الجنود و عبر مكبرات الصوت من مازن الاستسلام محاولينإقناعه بأن لا مجال للاستمرار بعد اعتقال رفيقيه ، و لكن أنى لهم ذلك و هوالذي كان يتمنّى هذه اللحظة ساعة بساعة و كان يدعو الله قائلاً : "اللهمإني أعوذ بك من أن أغتال من فوقي أو من أسفل مني ، و أسألك اللهم أن ألقىالأعداء لقاء ..." . خاضمازن في تلك الليلة أكثر من اشتباك مع قوات الاحتلال ، و بعد مدة نزل منالبناية و أفلت من حصار الجيش و أصبح بعيداً عن مرماهم ، لكنه كان صادقاًمع الله فقد طلب الشهادة بصدق ، فصعد إلى بناية أخرى و خاض اشتباكاًثانياً رغم إصابته في الاشتباك الأول و طلب من سكان البناية مغادرتها حتىلا يتعرّضوا للأذى ، و رغم أنه فقد بندقيته في البناية الأولى بعد أن أصيب بجروحٍ إلا أنه قرّر مواصلة المعركة فاستلّ مسدسه و أخذ وضعاًمستحكماً على سدة مطبخ إحدى الشقق التي لا يتجاوز ارتفاعها 50 سم إلا أنهوجد فيها بفطنته العسكرية موقعاً استراتيجياً يتصيّد من خلالها جنودالاحتلال كما تصطاد الفئران ، و كان مع كلّ طلقة رصاص من مسدسه يطلقتكبيرة يزلزل بها قلوب الصهاينة . وبعد أن اشتد غيظ الصهاينة منه ، ما كان منهم إلا أن أطلقوا اتجاهه قذائفدباباتهم لينهوا بها رائعة من روائع البطولة و الفداء التي عرفها تاريخهذا الشعب المجاهد ، ففاضت روحه الطاهرة إلى بارئها .. و أسلم الأمانةلصاحبها . وما إن انقضت المعركة و انسحبت فلول الجيش الصهيوني من المنطقة حتى هبّتنابلس بشيبها و شبابها و أطفالها و نسائها ليخرجوا الجسد الطاهر من تلكالشقة ، و خرج الآلاف من أهالي المدينة يحملون الجسد الطاهر على الأكتاف وقد مزّقته القذائف و اخترقت إحدى الرصاصات جبينه محدثة فيه ثغرة عميقة . وهتف المتظاهرون في المسيرة بهتافات التأييد لكتائب المقاومة الفلسطينيةمطالبة إياها بردّ الصاع صاعين ثأراً للشهيد مازن ، فيما هتف آخرونبعبارات تندّد بأبو مازن .. و استقر المتظاهرون بعد مسيرة طويلة فيماتبقّى من منزل الشهيد ليلقي عليه أهله و أحباؤه النظرة الدنيوية الأخيرةقبل أن يفارقوه لينتقل بعدها للمستشفى حتى تتم الإجراءات المتبعة تمهيداًلتشييعه إلى مثواه الأخير . لقد فقدت نابلس أسداً من أسودها المغاوير ... و فارساً من فرسانها الأشداء و بطلاً من أبطالها العظماء ... ستبقىذكراك يا مازن مخلدة في قلوب الصغار و الكبار ... و محفورة في أفئدةالثكالى و اليتامى و الأرامل ممن ثأرت لأبنائهن و أزواجهن و آبائهن ... ولن تنساك فلسطين علماً من أعلامها ... و نوراً يضيء للسالكين طريق العزة والكرامة و الإباء . | |
|
سوسو البدر المراقب العام
عدد الرسائل : 1080 العمر : 33 سمعاتك وشهرتك : 3 تاريخ التسجيل : 14/11/2010
| موضوع: رد: الشهيد مازن فريتخ أحد قادة شهداء الأقصى الخميس ديسمبر 02, 2010 5:07 am | |
| | |
|